الخميس، 10 مايو 2012

ضايعة الطاسة في صور


ضايعة الطاسة في صور



شهدت مدينة صور – جنوب لبنان مؤخراً ، انفجارات متعددة استهدفت عدد من المطاعم والفنادق التي تبيع المشروبات الروحية ورغم أن الحوادث المتكررة لم تسبب بكثير من الخسائر، وانحصرت فقط على الخسائر المادية، الا أن السؤال مازال قاثماً: من هو المسؤول عن هذه التفجيرات؟ وهل المسببين لهذه الانفجارات هم نفسهم في كل مرة ؟

التفجير الأول 17-11-2011

استيقظ أهل صور على هزة سببها انفجاران، الأول كان لمحل  وهو محل مخصص لبيع الكحول ، و الثاني استهدف فندق "اليسا كوين "وهو أيضاً فندق يقدم الكحول. ويتوجه اليه عدد من قوات اليونيقيل يومياً. وبعد توجه قوى الأمن، اشتبهت بشخص كان البحث جار عنه لمدة طويلة، واكدت أن الحادث تابع لمجموعة أفراد بهدف التخريب لا لجماعات دينية أو سياسية .





















التفجير الثاني 28-12-2011

هذا اليوم حدث فيه تفجير  لمطعم تيروس الكائن على الكورنيش في صور وفور حدوث التفجير، حضرت قوى عسكرية وأمنية وفرق الدفاع المدني، والصليب الأحمر ، وأكدت التقارير بعد ذلك أن الأضرار اقتصرت على الاضرار المادية فقط. وأن التفجير وضع خارج المطعم من الجهة الشرقية .




بعد حدوث هذه التفجيرات والتي جميعها استهدفت أماكن بيع الكحول ، ذهبت الشكوك والاتهامات الى مجموعات دينية تدعو دوماً لوقف شرب الكحول. فبعض الاتهامات توجهت لحزب الله. والذي لم يوافينا بأي تصريح أو جواب على الموضوع، ولكن نقلاً عن نواف الموسوي في بيان قدمه بصفته نائب عن حزب الله قال "حين تنتهي التحقيقات في موضوع انفجار صور، ستتبين الحقيقة، وليتعلم البعض من اخطائه وعدم استباق النتائج" معلناً بهذا البيان أن حزب الله لا علاقة له بالتفجيرات .

كذلك وصلت الاتهامات في أن تكون هناك جماعات أو عصابات مستهدفة لقوات اليونيفيل. لأن فندق "اليساكوين" كان يتردد اليه يومياً عدداً من قوات اليونيفيل، وفور حدوث الانفجار تعرضت سيارتين لهم للحرق اثر الانفجار. لكن وزير الداخلية والبلديات استبعد الأمر، واعتبر أن ماحصل لا علاقة له بالأمن، ولا بقوات اليونيفيل. كما قامت قوى الأمن والقاضي داني الزعني المسؤول عن التحقيق, بالتأكيد عن عدم وجود أي رابط بين قوات اليونيفيل والتفجيرات . وتبقى القضية منسوية لمجهولين حتى الآن .

بعيداً عن المستجدات والتحقيقات، والاجراءات الأمنية التي تقوم بها قوات الأمن، تتوجه الانظار على المتضررين من هذه التفجيرات، وما هو الوضع الحالي الذي يعيشونه هؤلاء الاشخاص، الذين كل ذنبهم أنهم يراعون مصدر عيشهم، والذي هو رزق حرام لبعض الاشخاص المعارضين.

ففي زيارة لمكان التفجيرات ، توجهنا الى أول محل تعرض للتفجير، وهو ملك يوسف قدورة، وفي حديث معه، علمنا أنه حتى الآن لا جديد، ولا خبر عن مسار التحقيقات. وأضاف أنه لا يتهم أي جهة وفي سؤال عن موضوع التعويضات من قبل الدولة، أجاب وبسخرية " ليش في دولة، وشترينا بضاعة جديدة ومارح نوقف بيع ".

أما في فندق " أليسا كوين" والمعروف بـ اسكندر، فالصورة تكلمت عن مجريات الحادث وما حدث وقتها، كما تبين لنا أنه حتى الآن لا تصليحات ، ولا نية للعودة من  جديد. ولم تتوصل لأي أحد من أصحاب الفندق وبدا لنا كالمهجور.

 ولم يكن الحال مختلف في مطعم تيروس، وهو المكان الثالث الذي حدث فيه التفجير، فصاحب المطعم زهير قرنقوط، لا يعرف أيضاً أي شيء عن موضوع اذا كانت جماعات اسلامية أو سياسية، وحتى أنه لا يعرف الى أين توصلت فرق الأمن بالتحقيقات، لكنه قال أنه موعود بالتعويضات من قبل الدولة, وأن التصليحات كلها على حسابه تمت.

 هذه الهزات الأمنية المتكررة التي حتى الآن لم تجد القوات المختصة السبب والمسبب لها. أثرت بشكل مباشر على المنطقة، ودفعت بعدد من أصحاب المحلات والمطاعم الى وضع لافتات "نعتذر عن عدم تقديم الكحول" وهذا ما أدى مؤخراً الى تراجع في مستوى السياحة. فأهل المنطقة اعتبروا ان الخضات الأمنية هذه نجحت في اخافت الناس، وذلك لأن صور لم تعد مثل قبل، والحياة الليلية لم تعد حافلة كالسنين السابقة. ولم تؤثر فقط على أهل المنطقة، بل طالت قوات اليونيقيل الذين بات خروجهم قليل.

من المؤكد أن المخربين في صور المسؤولين عن هذه التفجيرات وصولوا الى مبتغاهم، واستطاعوا ارهاب الناس. وضرب السياحة والحياة اليومية والترفهيه في صور منذ بداية هذه الخضاة، لم تعد الناس تخرج كثيراً أثناء الليل. والحياة الترفيهية خفت، حتى بات أصحاب المحلات  يشكون من ضيق في الحالة الاقتصادية المتراجعة في الأونة الأخيرة. ولكن هذه الهزات اذا توارت ، فمن المؤكد أن الأمن جاهزين، لأنه رغم تكتم السلطات الأمنية عن مجريات التحقيقات ولم يوافنا أحد بأي معلومات يخص مجريات التحقيقات ، الا أنه بات ملحوظاً التكثيف في مناوبات الأمن . وتكثيف الحراسة في المدينة ليلاً نهاراً.

  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق